مرض الطاعون
على خلفية الانباء الواردة عن انتشار مرض الطاعون على حدود مصر الغربية فقد تسبب الخبر في ذعر ورعب أكثر من أي مرض معدي آخر ، رغم انتشار مرض انفلونزا الخنازير التي اعلنت منظمة الصحى العالمية مؤخرا انه يشكل وباءً عالمياً .
ويؤكد المختصون ان هذا الوباء ليس من الممكن إزالته أو القضاء عليه أو استئصاله ، حيث يوجد الميكروب حيا في ملايين الحيوانات وبلايين البراغيث التي تعيش على أجسام تلك الحيوانات وأيضا لتواجد الطاعون في الصحراء و السهول أو الوديان والمرتفعات الجبلية و الغابات ، وهذا المرض يصيب الحيوان العائل للمرض ويسبب وفاته وبعد وفاته تخرج البراغيث من جسمه لتكون معدية لمدة أشهر لاحقة .
ومسبب مرض الطاعون ميكروب عصوي الشكل يسمى اليرسينية الطاعونية ، وقد نجح ألكسندر يرسن في عزل الميكروب واستحدث علاجا كمصل مضاد للمرض وهو أول من توقع أن تكون البراغيث والفئران هي سبب الوباء وذلك أثناء انتشار وبائي للطاعون عام 1894 .
طريقة انتقال العدوى
ينتقل الميكروب إلى الإنسان من خلال عض حيوان مصاب مثل الفئران أو من خلال لدغ البراغيث التي تعيش على أجسام الحيوانات المصابة والتي تشمل أنواع متعددة منها الفئران و القطط و الكلاب المستأنسة و السنجاب و الأرانب و الجمال و الخرفان و يطلق على الحيوانات المصابة لفظ العائل للمرض .
أما الحشرات الناقلة فيطلق عليها لفظ الوسيط وهو في العادة البراغيث التي تعيش على أجساد الفئران وتوجد حشرات أخرى من الممكن أن تنقل العدوى منها القمل والقراد.
كما يمكن انتقال العدوى عن طريق الاستنشاق سواء كان الاستنشاق للرذاذ الصادر من الأشخاص المصابين بالطاعون الرئوي أثناء السعال, أو للهواء الملوث بالميكروب الذي يطلق أثناء حوادث إرهاب .
فترة حضانة المرض
بين 15- 67 يوماً في الطاعون الذي يصيب الغدد الليمفاوية والنوع التسممي، وما بين 2 - 4 أيام في الطاعون الرئوي.
ويجب تجنب العوامل التي تزيد من خطر التعرض للإصابة بالطاعون ، واهمها العيش في المناطق الريفية و خاصة الأماكن التي ينتشر بها الطاعون ويجب تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق.
يتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو البخار تحت الضغط العالي يتم تطهير غرفة المريض جيدا بعد انتهاء الحالة .
العيش بأماكن بها فئران مصابة أو حيوانات أخرى من القوارض والتي تشكل عائلا للمرض ، المشاركة في المعسكرات والتنزه سيرا على الأقدام لمسافات بمناطق الإصابة والنوم بهذه المناطق أو الصيد ، أو التعرض للدغ البراغيث .
أعراض مرض الطاعون
1 - ارتفاع بالحرارة
2 - قشعريرة و ارتعاش
3 - آلام و أوجاع بالجسم
4 - ألم بالزور
5 - صداع بالرأس
6 - ضعف عام
7 - شعور عام بالمرض والإعياء
8 - ألم بالبطن
9 - شعور بالغثيان و حدوث قيئ
10- إسهال أو إمساك وبراز ذو لون أسود
11- ألم بمنطقة المعدة
12 - سعال
13 - قصور بالتنفس
14 - تصلب بالرقبة
15 - عدم انتظام بضربات القلب وهبوط بضغط الدم
16 - تشوش الذهن وحدوث تشنجات
17 - وجود غدد ليمفاوية ملتهبة ومتضخمة بالمناطق من الجسم القريبة من مواضع لدغ البراغيث
تشخيص الطاعون
للتأكد من التشخيص يطلب الطبيب عمل اختبار مزرعة لعينات من الدم أو البصاق أو الغدد اللمفية . وقد يطلب الطبيب عمل أشعة على الصدر لمعرفة هل هناك إصابة للرئتين .
وعند ثبوت التشخيص يحتاج المريض مساعدة الطبيب المتخصص في علاج الأمراض المعدية ، كما يتم إبلاغ المراكز المتخصصة في السيطرة والوقاية من الأوبئة والتي تهتم بأخذ عينات للفحص بالمختبرات وتتعقب مصدر المرض وتتعرف على منبعه وتقوم بعمل الإجراءات الوقائية لمنع الخطر الكامن والذي قد يتسبب في انتشار وباء الطاعون .
يجب عزل المريض لمنع انتقال العدوى إلى الغير ، يتم عزل المريض لمدة يومين أو ثلاثة بعد إعطاء المضادات الحيوية أو حتى تزول العدوى ، قد يحتاج المريض إلى أكسوجين لمساعدته في التنفس .
أغلب المرضى يعانون من انخفاض شديد بضغط الدم بسبب العدوى بميكروب الطاعون مما يتطلب متابعة المتخصصين لهم في وحدة العناية المركزة.
يشمل العلاج أدوية متعددة أهمها المضادات الحيوية والتي منها كبريتات الإستربتوميسين مضافا إلى التتراسيكلين .
مضاعفات و خطورة الطاعون
قد يصاب مريض الطاعون بالالتهاب السحائي كأحد المضاعفات وقد يصاب أيضا بهبوط شديد بضغط الدم والناشئ من العدوى بميكروب الطاعون كما قد يحدث موت للأنسجة و نزف أو التهاب الأغشية حول القلب مما يؤدى للوفاة الحتمية.