بسم الله الرحمان الرحيم
وجل كما أخبر في كتابه بقوله تعالى:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29]...
خلق
الله سبحانه وتعالى حواء من آدم عليه السلام، كما قال سبحانه: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1].وجاءت الأحاديث الصحيحة
لتبين من أي مكان خلقت حواء من آدم، فجاء في صحيح البخاري من حديث أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة
خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته
لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه): اليسرى من قبل أن
يدخل الجنة وجعل مكانه لحم.
واتفق علماء التفسير على أن المقصود من
قوله تعالى مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ هو آدم عليه السلام. جاء في تفسير
الطبري:عن قتادة قوله:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"،
يعني آدم.
وجاء في تفسير بن كثير: يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه،
وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها من
نفس واحدة، وهي آدم، عليه السلام { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وهي حواء،
عليها السلام، خلقت من ضِلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها
فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وجاء في تفسير زاد المسير لابن الجوزي:
والنفس الواحدة : آدم ، وزوجها حواء و«مِن» في قوله : { وخلق منها } للتبعيض في قول الجمهور . وقال ابن بحر : منها ، أي : من جنسها .
واختلفوا أي وقت خلقت له ، على قولين :
أحدهما : أنها خلقت بعد دخوله الجنة ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس .
والثاني : قبل دخوله الجنة ، قاله كعب الأحبار ، ووهب ، وابن إسحاق .
وقال أبو بكر الجزائري في كتابه أيسر التفاسير:
{ من نفس واحدة } : هى آدم عليه السلام .
{ وخلق منها زوجها } : خلق حواء من آدم من ضلعه